رسالة يقظة لكل من يرذل الاخرين
اذا من يرذل لا يرذل انسانا بل الله الذي اعطانا ايضا روحه القدوس
(1تس 4 :
من العادت الرديئة التى لدى البعض رذلهم للإخرين ورغبتهم المستمرة فى الافتئات على كراماتهمالشخصية وحقوقهم فى الحياة ، دون ما إهتمام لما سوف يترتب على سلوكهم الردىء هذا من كسر للوصايا المقدسة وغضب للرب ، ومن ثم فرذل الاخرين عادة رديئة ولكن مما لا يجعلنا نفتكر فى خطورة ذلك هو اعتيادنا على السلوك بكبرياء وتعالى ، او رغبتنا فى أن نصير أفضل حالاً من الاخرين وأرفع منهم فى المستوى والشهرة ولو كان مقابل ذلك إهدار حقوقهم و الافتئات على ما يملكونه ويحبونه .
وقضية الرذل هذة قضية لم يغفل الكتاب المقدس عن التعرض لها ، لأنه حيثما وجدت الرغبة فى رذل الاخرين وجد الكبرياء والظلم والجهل بأمور كثيرة ، وهذه خطايا بشعة كثيراً ما تعرض لها الوحى الإلهى ، تارة بالتوضيح وتارة بالتأنيب ، وتارة أخرى بمعرفة عواقب من يرتكبها .
وأرغب هنا فى ذكر بعض التوجيهات والنى أرجو أخذها بعين الاعتبار ، وهى كالتالى :
+ يحتاج كل إنسان لأن يعي تماماً أن الضرورة موضوعة عليه أن يساهم فى إيجاد راحة وسلام لنفوس الاخرين ، عملاً بالحق الإنجيلى وتحقيقاً للوصايا المقدسة التى وردت به ، وهذا يتآتى بالنمو في الحب والإحساس بالأخر وإعطاء الفرصة له فى التعبير عن رأيه ومشاعره ،وهذا ما لخصه لنا القديس بولس الرسول فى عبارة صغيرة وعميقة " فرحا مع الفرحين و بكاء مع الباكين " (رو 12 : 15) ، ومخالفة هذا القانون الرسولي إشارة أكيدة لما تحملة النفس من كراهية وأنانية وعدم الرغبة فى الوحدة والبنيان .
+ أعلم يقيناً أنه إن كنت تبرر رذلك للاخرين لما أخذت من مواهب وعطايا وقدرات شخصية جعلتك مميزاً عنهم ، فالله قادرا ان يهب من ترذلهم مثل ما أخذت ، بل أعظم مما أخذت ، كما هو قادر أيضاً على استرداد ما قد وهبه لك ولم تفلح فى أن تتاجر به لمجد أسمه العظيم وملكوته المبارك ، لأننا كثيرا ما نأخذ من الرب ونبتعد عنه ، وكثيراً ما نأخذ من الرب وننكره ، وهذا ما يجعل الرب يغضب ويرفض أن يغفر " كيف اصفح لك عن هذه بنوك تركوني و حلفوا بما ليست الهة و لما أشبعتهم زنوا و في بيت زانية تزاحموا " (ار 5 : 7) ، والسبب فى ذلك ، كما أسلفت : ، لأننا كثيرا ما نأخذ من الرب ونبتعد عنه ، وكثيراً ما نأخذ من الرب وننكره .
+ كثيرا ما يخال للبعض أن فى رذلهم للاخرين سيتأيدون بالقوة ويصيرون أهلا للقيادة ، ولكن جدير بلفت نظر هؤلاء لحقيقة أن الروح القدس يعطى مواهبة للذين يرغبون فى السير بكمال وتقوى ويجاهدون فى سبيل ذلك ، والشيطان أيضاً يؤيد الذين يطيعونه بما يوهبه لهم ويساعدهم على إنجاز ما يكلفون به من أعمال شريرة ، لأنه رغم فقدانه للمرتية الملائكية التى كان عليها ، إلا أنه مازال محتفظاً بقوة الطبيعة الملائكية ، ومن ثم يستطيع أن يجذب الكثيرين بإغراءاته وأعماله .
+ بلزم لكل إنسان يرغب فى أن يحيا بكمال أن يقتدى بشخص الرب يسوع ، و لم نتعلم من الرب يسوع ، له كل المجد ، أن نرذل الاخرين ، بل أن نقبلهم ونحبهم كأنفسنا ، ليس فقط الأحباء ولكن وقبل ذلك الأعداء والمسيئين ، فكما قبل الابن الضال و المرأة السامرية وزكا العشار والمرأة الخاطئة والمرأة التى امسكت فى ذات الفعل وشاول الطرسوسى وغيرهم ، هكذا يجب أن نقبل بعضنا البعض ولا نرذل أحد كان سبباً فى تعبنا وما اصابنا من آلام ... و لأنه على استعداد ان يقبل الكل ، هكذا يجب أن نقبل بعضنا البعض بمحبة تمجد وصايا المسيح ومودة تجعلنا دائماً فى سلام وقوة ووحدانية .
صديقى ، لا تدع لأفكار آبليس موضعاً فى داخلك ولا تزجر أو ترذل أحداً ما ، لأننا جميعاً تحت الضعف وجميعنا سنقف أمام منبر المسيح لكى ننال جزاء ما فعناه ، خيراً كان أم شراً ، لك القرار والمصير